(اسمي ابو يقين...) إمام جامع عمر المختار في منطقة اليرموك/ بغداد.
اعتقلت مع الشيخ عبد الكريم عبد الرزاق من قبل مغاوير الداخلية وكنا قد اقمنا احتفالاً بمناسبة (يوم اليتيم) حيث جمعنا الايتام ودعونا الناس للأهتمام بهم وكفالتهم والاهتمام باحتياجاتهم ومتابعتهم وكنا اسسنا جمعية عمر المختار وكان الايتام اول اهتماماتها.
وماذا كانت تهمة الاعتقال الموجهة اليك؟
- قالوا انتم تعلمون مذابح في الجامع فعندكم توابيت و (المغسل) الذي هو لتغسيل الاموات في الجامع وتوابيت السبيل التي تُعار لحمل جنائز المسلمين اتهمونا ان هذا مكان قتل، قالوا: انتم تقتلون جيش المهدي ثم إقتادونا الى جهة مجهولة بعد ان عصبوا أعيننا...
وبعد ان زجوا بنا في السجن بدأوا بفنون التعذيب كان (ابو يقين) طويلاً قوي البنية شاباً نشطاً كلّه حيوية... وكان هذه الصحة والقوة اغاضت معتقليه فاشبعوه ضرباً بحديدة بناء (شيلمانة) المستخدمة في بناء السقوف وهي حديدة ثقيلة وغليظة) حتى كسرت يده وورمت يداه وقدماه من الضرب وعندها علّقوه بالمروحة، وحين ازداد ورم قدميه طلبوا منه ان يمشي على الصخر والحصى الذي رصف في الغرفة وكانت صخوراً (محززّة) –غير منظمة- يقول ابو يقين: (كنت اقرأ القرآن وهو حافظ للقرآن) طيلة الوقت، ولا انسى عندما احضروا قنينة زجاجية (بِطل) مُكسر فيه ان تفتت بإذن الله تعالى... وعندما كان يطلبون مني السير على الحجر ولم اكن اقوى على القيام كان أحدهم والمفترض انه جلاد معهم كان يحملني وكأنني اسير على الحجر فكان يساعد لي ويعطيني من طعامه وهو الذي ساعدني بمشيئة الله تعالى حتى في خروجي من المعتقل وكم بقيت في المعتقل؟
- بقيت اربعين يوماً. فما هي ابرز حالات التعذيب التي شاهدتها؟
- كان هناك رجل كبير السن في السبعين تقريباً، عذبوه عذاباً شديداً حتى انهم ضربوه على مناطق حساسة في جسده (بالشيلمانة) مما ادى الى وفاته وهذا مال يمكن نسيانه ابداً.
ومن الحالت التي لاتنسى ايضاً انهم احضروا شاباً علقوه بالمروحة كان سامرائياً اسمه احمد، المروحة تدور به وهو يقرأ القرآن ويرتله ويجوّده وكان صوته في غاية الخشوع والعذوبة حتى ان الجلادين والمعذبين تركوا ما بأيديهم وجلسوا ودا الجميع ولانت قلوبهم ومنهم من اهتدى ورجع اليه صوابه... وكان احد هؤلاء الذين تابوا شاب من مواليد 1980 وكنت تكلمت معه ايضاً فترك الضرب وامتنع عنه حى انهم قطعوا راتبه لمدة (20 يوم) لامتناعه عن تنفيذ الاوامر!.
وكان مما عُذب به الشيخ (عبد الكريم) الرش بالماء ثم المسّ بالكهرباء وكانت هناك انواع من الذاب للسامرائي، وللتكريتي، وللشيوخ...
وكان الجوع والعطش وسوء المعاملة احد وسائل التعذيب والاهانة فهم حتى عندما يحضرون بعض الطعام يرمونه في الوجه او يركلون الاناء بالاقدام واذكر انهم دفعوا إناءً فيه حساءً امام احد المعتقلين فتطاير الطعام على وجهه.